هذا المساء كنت على موعد مع المطر...
معشوقيَ العذب الذي يغسل الدنيا بسلاف من أمل ورحيق من تجديد , كما يغسل ذاكرتي.
فأغدو طفلة تهوى الركض والعبث تحت قطراته..
أبلل وجهي..و أطلق سراح جدائلي لتتعطر بريحه وتنتعش برداد الامل في ربيع مزهر ..
بشواسع نوار وكروم أعناب و شوامخ زيزفون....
ثم ينتهي بي الفرح والعبث امرأة ناضجة. خلف شرفتها الزجاجية..في هدوء لايخترق صفوه الا بعض طقطقات الخشب الملتهب في مدفئة الغرفة..
تطبق بكفيها على وجنتَا فنجان الشاي الساخن...
و كأنها ترتجي منه عناقا وقبلا تذيب جمود المشاعر .
و عيناها ترقب حال معشوقها وما يحدثه من تغيرات على النفوس والشوارع ...
وكلما اشتد انهماره ..يزيد تأملي وضياعي في تفاصيله , وبين المارة و اضواء المنازل المحيطة بعنق الشوارع كانها عقد لؤلؤ فاخر
يكاد الضباب يخفي وهجها فتغدوا كشموع ليلة رومنسية بطلها المطر وأنا و أنتَ.
فتسافر ذاكرتي ملاكا بجناحين من حنين...
يخترق ستارة السماء الرمادية ليلتقي بطيفك الحبيب فتعود الروح للروح بعد فراق صيفي طويل .و دفئ الاحضان يلفها و رحيق الشفاه يروها ..
فيتثائب المساء مرة أخرى.. وطقوس حبنا ولقائنا ماتزال قائمة..مادامت موسيقى المطر لم تنتهي بعد.
*
*
أخـــــــ القمر ـــــــــت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق